
إسلام خلف حسن المصوراتي.. حكاية شاب صعيدي حوّل الكاميرا إلى أمل
في قرية صغيرة هادئة تُسمى الصلعا بمحافظة سوهاج، وُلد طفل اسمه إسلام خلف حسن محمد يوم 4 أبريل عام 1999.
طفل بسيط، لكنه كان بيحلم من صغره إن يكون مختلف، يكون له بصمة، يكون له اسم.
مرت طفولته وسط حياة ريفية تقليدية، ما بين المعهد الأزهري ودروس القرآن في معهد الشيخ أحمد مهران، ومعهد عبد الجواد موسى، وأيام الدراسة في معهد الصلعا الإعدادي والثانوي. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، لكنه تعلم من أسرته قيمة الصبر والإصرار.
مع مرور الوقت، دخل مرحلة الشباب… وبدأ يسأل نفسه: “أنا مين؟ وعاوز أبقى إيه؟”
اشتغل في كل حاجة ممكنة: بائع في سوبر ماركت، مساعد لمهندس، عامل عادي… لكنه كان كل مرة بيرجع لنفس النقطة: قلبه مش هنا.
قلبه متعلق بحاجة تانية… التصوير.
الكاميرا بالنسبة له ما كانتش مجرد آلة، لكنها كانت وسيلة يشوف بيها الدنيا من زاوية أجمل. بدأ بسيط، بلقطات صغيرة في قريته، صور أعياد ميلاد وأفراح عائلية. ومع الوقت، زاد شغفه، كبر حلمه، وكبرت معاها إمكانياته.
وصل إسلام النهارده إنه صور ما يقرب من 2000 عريس وعروسة، وأكتر من 160 فرح مجاني لناس غير مقتدرين… مش بس تصوير، لكن طباعة ولوكيشن كامل على حسابه.
هنا ظهر الجانب الإنساني من شخصيته، لأنه كان مؤمن إن “الفرحة ما تتشراش بفلوس، لكنها ممكن تُرسم بلقطة صادقة”.
ما وقفش عند تصوير الأفراح بس… لكنه صور مؤتمرات محلية ودولية، وشارك في فعاليات رياضية، وصور في أكاديميات كبرى زي النادي الأهلي بسوهاج، جولد أكاديمي، إشراقة، وألمان سيتي.
وكل صورة كانت بتفتح له باب، وكل لقطة كانت بتقرّبه من حلمه الأكبر: “إن يكون عنده لوكيشن تصوير معروف، والناس تيجي له من كل مكان”.
رحلة النجاح جابت معاها تكريمات كتيرة:
-
من محافظ سوهاج أكثر من مرة.
-
من مركز شباب الصلعا ومدارس القرآن الكريم.
-
من 16 مسجدًا مختلفًا شارك في حفلات تكريم حفظة القرآن فيها.
-
وأخيرًا من جمعية الميزان لحقوق الإنسان في مؤتمر دولي ضخم عن التنمية والذكاء الاصطناعي والعلاقات الدولية.
إسلام النهاردة مش بس مصور… لكنه كمان تاجر عطور وبرفانات، ومساعد صيدلي، وبيسعى يبني لنفسه مكانة مهنية واجتماعية.
وحصل على عضويات ومناصب منها كونه مستشار علاقات دبلوماسية وعضو لجنة حقوق الإنسان، وده كان اعتراف رسمي بقدراته وشغله.
لكن رغم كل ده، حلمه لسه بسيط:
“نفسي أبقى مصور مشهور، وليا لوكيشن تصوير باسمي، وأسيب أثر في كل صورة، والناس تفتكرني دايمًا بابتسامة ولقطة”.
حكاية إسلام المصوراتي مش مجرد قصة نجاح شاب صعيدي، لكنها رسالة لكل واحد بدأ من الصفر: إنك لو تمسكت بحلمك، واشتغلت بصدق، هتلاقي أبواب بتتفتح قدامك مهما كانت البداية بسيطة.











