الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ.. من قلب الصعيد إلى ريادة الزراعة المستدامة في القارة السمراء
الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ.. من قلب الصعيد إلى ريادة الزراعة المستدامة في القارة السمراء
في زمن تتسارع فيه التحديات المناخية وتتزايد الحاجة لإصلاح النظم الزراعية، يبرز اسم الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ كأحد الأصوات الرائدة التي تحمل رؤية متكاملة لإحداث تحول حقيقي في مستقبل الزراعة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
بدأت رحلة الدكتور الشيخ من جذور ريفية في صعيد مصر، لكنها لم تتوقف عند حدود الوطن. فقد شق طريقه بثبات نحو العالمية، مستندًا إلى رؤية علمية عميقة، وتجربة ميدانية واسعة اكتسبها من عمله في عشرات المشاريع الدولية التي وضعت الزراعة المستدامة على خريطة الأولويات الإنمائية للدول النامية.
بصمة واضحة في برامج دولية كبرى
لم يكن مجرد مشارك، بل أحد صانعي القرار في برامج تنموية نفذتها منظمات عالمية مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، والاتحاد الأوروبي، إلى جانب التعاون مع الاتحاد الأفريقي في قضايا الزراعة والمناخ.
من نيجيريا إلى إثيوبيا، ومن الصومال إلى بوركينا فاسو، ساهم الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ في تصميم وتنفيذ مشاريع حيوية هدفت إلى:
- دعم سبل العيش للمزارعين والرعاة
- تطوير السياسات الزراعية والبيئية
- تعزيز الأمن الغذائي
- تطبيق مبدأ “الصحة الواحدة” الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والنظام البيئي
صناعة الفرص لا انتظارها
بعيدًا عن الإطار التنموي، خاض الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ غمار القطاع الخاص، ونجح في فتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية المصرية، وعلى رأسها الطماطم المجففة، في قارات أوروبا وأمريكا اللاتينية، معتمدًا على مزيج من الاحترافية التجارية وفهم متطلبات التصدير العالمية.
كما ساعد في تحسين سلسلة القيمة الزراعية وربطها بالمعايير الدولية، مما مكن المزارع المصري من الدخول إلى أسواق لم يكن يحلم بها من قبل.
حضور علمي دولي مؤثر
يمتلك الشيخ سجلًا مشرفًا في المحافل الدولية، حيث مثّل مصر في مؤتمرات كبرى مثل:
- مؤتمر الاستصلاح البيئي – فانكوفر، كندا
- اجتماعات لجنة الكودكس أليمنتاريوس لسلامة الغذاء
- فعاليات متخصصة في الابتكار الزراعي وتغير المناخ
في كل تلك المناسبات، لم يكن الحضور مجرد تمثيل رمزي، بل مشاركة فاعلة تقدم أفكارًا قابلة للتطبيق في العالم النامي.
مصر في قلب الرؤية
رغم امتداد عمله في قارات عدة، لم يغفل الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ عن مسؤولياته تجاه مصر. فهو يقود اليوم شركة جولدن فالي للاستشارات الزراعية، ويرأس الجمعية المصرية للتنمية المستدامة، واضعًا هدفًا استراتيجيًا: أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا للزراعة الذكية والمستدامة الموجهة للتصدير.
وتتلخص رؤيته في دمج المعرفة العلمية العالمية بالحلول المحلية، ما يجعل النموذج المصري أكثر مرونة وفعالية في مواجهة التغيرات البيئية والاقتصادية.
كلمة أخيرة
في ظل أزمة غذاء عالمية، وتغير مناخي يهدد مستقبل الزراعة، يمثل الدكتور عثمان عبدالرحمن الشيخ نموذجًا للقيادة الواعية، التي تؤمن بأن المعرفة وحدها لا تكفي، بل يجب تحويلها إلى أفعال على الأرض.
إنه ليس مجرد خبير زراعي، بل صانع أثر، وصوت مصري عالمي يسعى بكل جهد لتحويل التحديات إلى فرص، وزرع بذور المستقبل في حقول اليوم.
